كيف يساعدك الروح القدس؟

كما وصفت في اختبار طفولتي، يمكن للروح القدس مساعدتك من خلال تحذيرك مقدما من المخاطر المادية والروحية. تعلمت مرة أخرى الدور التحذيري الهام للروح القدس أثناء خدمتي في رئاسة المنطقة في اليابان.

خلال ذلك الوقت، عملت بشكل وثيق مع الرئيس ريد تاتيوكا من بعثة سنداي اليابان. وكجزء من مهمته المعتادة، خطط الرئيس تاتيوكا لعقد اجتماع للقادة التبشيريين في الجزء الجنوبي من مهمته. وقبل أيام قليلة من الاجتماع، تلقى الرئيس تاتيوكا انطباعا، شعورا في قلبه، بدعوة جميع المبشرين في تلك المنطقة إلى اجتماع القيادة، بدلا من العدد القليل المقرر من القادة الشيوخ والأخوات.

وعندما أعلن عن نيته، تم تذكيره بأن هذا الاجتماع لم يكن مصمما لجميع المبشرين ولكن فقط لقادة البعثات التبشيرية. ومع ذلك، وضع التقليد جانبا من أجل متابعة الارشاد الذي تلقاه، دعا جميع المبشرين الذين يخدمون في العديد من المدن الساحلية، بما في ذلك مدينة فوكوشيما، إلى الاجتماع. في اليوم المحدد، 11 آذار/ مارس  ، 2011، تجمع المبشرين معا لاجتماع البعثة الموسعة في مدينة كورياما الداخلية.

وخلال هذا الاجتماع ضرب زلزال قوته 9.0 درجات وتسونامي منطقة اليابان حيث توجد بعثة سنداي اليابانية. ومن المأساوي أن العديد من المدن الساحلية - بما فيها المدن التي تجمع منها المبشرون - دمرت وعانت من خسائر فادحة في الأرواح. وعانت مدينة فوكوشيما من حادثة نووية لاحقا.

وعلى الرغم من أن مكان الاجتماع الذي كان المبشرون قد اجتمعوا فيه في ذلك اليوم أصيب بالضرر بسبب الزلزال، بفضل اتباع ارشاد الروح القدس فان الرئيس والأخت تاتيوكا وجميع المبشرين كانوا مجتمعين بأمان. لقد ابتعدوا عن طريق الاذى أميالا من دمار المد الزلزالي والتداعي النووي.

بينما تطيع ارشادات الروح القدس -انطباعات في معظم الأحيان هادئة وثابتة، قد يتم ازاحتك، من دون معرفتك أبدا، عن الخطر الروحي والزماني.

أيها الأخوة والأخوات، إن الروح القدس سيساعدكم عن طريق تحذيركم، كما فعل والدي والرئيس تاتيوكا.

لمواصلة الإجابة على السؤال ”كيف يساعدك الروح القدس ؟“ دعونا الآن نستكشف دوره كمعزي. أحداث غير متوقعة في كل حياتنا تسبب الحزن والألم، وخيبة الأمل. ومع ذلك، وسط هذه التجارب، يخدمنا الروح القدس في واحدة من أدواره الهامة - المعزي، الذي هو في الواقع واحد من اسمائه. هذه الكلمات المسالمة المطمئنة من يسوع المسيح تصف هذا الدور المقدس: ” وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخريمكث معكم إلى الأبد .“⁷

ولتوضيح ذلك، أشارك بالقصة الحقيقية لعائلة من خمسة أبناء انتقلوا من لوس انجيلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الامريكية إلى بلدة صغيرة منذ بضع سنوات. بدأ الابنان الاكبران في ممارسة الرياضة في المدرسة الثانوية والاختلاط بالأصدقاء والقادة والمدربين، وكثير منهم كانوا أعضاء مؤمنين في الكنيسة. وقد ساعدت هذه العلاقات لتوصل إلى معمودية فرناندو، الآكبر، وشقيقه الأصغر الذي يليه.

في وقت لاحق رحل فرناندو عن المنزل، حيث واصل تعليمه ولعب كرة القدم في الكلية. ثم تزوج حبيبته في المدرسة الثانوية، بايلي، في الهيكل. وعندما أنهى فرناندو وبايلي تعليمهما، كان ينتظران بشغف ولادة طفلتهما الأولى. ولكن خلال عملية الانتقال كانت أسرهم تساعد في نقل فرناندو وبيلي إلى بيتهم، كانت بيلي وشقيقتها تقودان على الطريق السريع وتعرضا لحادث مأساوي ضم العديد من السيارات. بيلي وابنتها التي لم تولد بعد فقدتا حياتهما.

صورة

فرناندو وبايلي

وبالرغم من عمق ألم فرناندو، وكذلك ألم والدي بايلي وأشقائها، كذلك كان عمق السلام والتعزية التي حلت عليهم على الفور تقريبا. الروح القدس في دوره المعزي اعان فرناندو حقا خلال هذه المصيبة غير المفهومة. وقد تَواصلَ الروح بسلام دائم مما قاد فرناندو إلى موقف من الغفران والمحبة تجاه كل من شارك في الحادث المأساوي.

اتصل والدا بايلي بشقيقها الذي كان يخدم كمبشر في وقت وقوع الحادث. ووصف في رسالة مشاعره عند سماع الأخبار الصعبة عن أخته الحبيبة: ”كان من المدهش أن أسمع أصواتكم هادئة جدا في خضم العاصفة. لم اعرف ماذا اقول. ... كل ما يمكن أن أفكر فيه هو أن أختي لن تكون هناك عندما أعود إلى البيت.  ... كنت مرتاحا بشهاداتكم غير المتزحزحة عن المخلص وخطته. نفس الروح الرائع الذي يقربني إلى حافة الدموع وأنا أدرس وأعلّم ملأ قلبي. ثم تعزيت وتذكرت الأشياء التي أعرفها.“ ⁸

الروح القدس سوف يساعدك من خلال تعزيتك، كما فعل لفيرناندو ولعائلة بايلي.

يشهد الروح القدس أيضا ويقدم شهادة عن الآب والابن وكل الحق.⁹ قال الرب للتلاميذ: ”ولكن عندما يأتي المعزي الذي سأرسله لكم من عند الآب  ... هو يشهد لي.“¹⁰

من أجل وصف الدور القيّم للروح القدس كشاهد، سوف أستمر في قصة فرناندو وبايلي. إذا كنتم تذكرون، شاركت أن فرناندو وشقيقه قد تعمدا، ولكن والديه وأشقاءه الثلاثة الأصغر لم يعتمدوا. وعلى الرغم من تلقي دعوات عديدة للاجتماع مع المبشرين على مر السنين، في كل مرة اعتذرت الأسرة.

وبعد الرحيل المؤلم لبايلي وابنتها، كانت عائلة فرناندو محطمة. على عكس فيرناندو وخلافا لأسرة بايلي، لم يجدوا أي راحة أو سلام. لم يتمكنوا من فهم كيف يمكن أن يتحمل ابنهم، جنبا إلى جنب مع عائلة بايلي، عبئهم الثقيل.

في النهاية، خلصوا إلى أن ما امتلكه ابنهم ولم يكن عندهم هو إنجيل يسوع المستعاد، وهذا يجب أن يكون مصدر السلام والراحة. بعد هذا الإدراك، دعوا المبشرين لتعليم أسرتهم الإنجيل. ونتيجة لذلك، تلقوا شهاداتهم الخاصة عن خطة السعادة العظيمة، التي جلبت لهم السلام الرائع والتعزية المريحة التي كانوا يسعون يائسين اليها.

صورة

معمودية عائلة فرناندو

بعد شهرين من فقدان بيلي وحفيدتهم التي لم تولد بعد، تم تعميد والديّ فرناندو وكذلك اثنين من اخوته الأصغر سنا، وتثبتوا، وحصلوا على عطية الروح القدس. يتطلع الأخ الأصغر لفرناندو إلى معموديته عندما يبلغ الثامنة. ويشهد كل منهم أن الروح، الروح القدس، كان شاهدا على صدق الإنجيل، مما قادهم إلى الرغبة في أن يعتمدوا وتلقي عطية الروح القدس.

أيها الأخوة والأخوات، الروح المقدسة سيساعدك عن طريق الشهادة لك كما فعل لعائلة فرناندو.